ماهي العلاقة التي جمعت بين الفنيقيين والأمازيغ ؟

 أزوول






ماهي العلاقة التي جمعت بين الفنيقيين والأمازيغ ؟!
في البداية كانت العلاقة طيبة بين الأمازيغ و حلفائهم الفينيقيين الذين كانوا تجار جوالة بسفنهم يقايضون منتوجاتهم بمنتوجات الأمازيغ وهذا على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط ...
لكن بعد سنوات ستسوء أمورهم بالشرق تم سيهاجرون من سواحل شرق المتوسط او من مدنهم هناك فرارا من الأغريق طالبين حماية الأمازيغ ، فقاموا ببناء بعض مراكز التجارة وهذا معروف مركز تجاري لا محال سيتحول الى مدن فقامت لهم بعض المدن الساحلية بالتعاون مع أهل الارض الأمازيغ و أهمها على الإطلاق قرطاجة سنة 814 ق م ، التي زادت في جلب الفينيقيين المطرودين من طرف الآشوريين ( جاؤوا من العراق ) الذين أحتلوا مدينة صور معقل الفينيقيين سنة 734 ق م ، فتحولت قرطاجة ونواحيها إلى مستوطنة مختلطة بين الفينيقين والأمازيغ ( هذا ما سينتج عليه بعد بضع قرون ولادة لهجة جديدة خليطة إسمها البونيقية )
لكن هاجس الأغريق كان هوا الأهم فلم يكتفي الفينيقيون بحماية الأمازيغ لهم لأن الأمازيغ في هذه الفترة لا يملكون " قوة بحرية " فاختاروا حليف آخر هوا " الرومان " لحمايتهم من الأغريق في القرن 06 ق م ، لكن العلاقة الفينيقية الرومانية سائت و نشبت بينهم ما يعرف " بالحروب البونيقية " أي حروب بين الحلف " الأمازيغي الفينيقي " ضد الرومان ....
كانت قرطاج والمستوطنة يحكمها ألغارشيا فنيقية تسير الاقتصاد وكذلك الاشفاط أي القضاة أما الجيش فكان للامازيغ بما فيهم القادة وغالبا ما كانت قرطاج تستعمل المرتزقة الامازيغ الذين هم مقاتلون شجعان في اصلهم يحصلون على رغيفهم وأموال من خلال الانخراط في الجيوش كمصارعين ومقاتلين ....
العلاقة بين الفينيقيين و الأمازيغ (في المستوطنة فقط وليس كل شمال إفريقيا ) تتمثل في معادلة بسيطة ، تسمى اليوم في العلوم السياسة والإقتصادية ( الإستتمار رابح رابح ) الفنيقين يوفرون مناصب شغل الأمازيغي يصنع و يزرع و يربي الماشية و الفينيقي يصدر المنتوج للخارج بحكم فنونهم التجارية و الملاحية المتطورة و معرفتهم للأسواق الخارجية وهذه كانت حرفتهم ولا أحد يتفوق عليهم ،
لكن للأسف جشع التجار و الارسطوقراطيين الفينيقيين دفع الفلاحين و أصحاب الأرض و الجند الأمازيغ للثورة على العنصر الفينيقي الذي تنكر للجميل و نسى فضل من استقبله في أرضه بعد مطاردة الأغريق ثم الآشوريين ثم الرومان لهم ولو لا حماية الامازيغ لهم في شمال افريقيا لتمت إبادتهم جميعا عن بكرة ابيهم .
أول طريقة خبيثة استعملها الفينيقيين لحماية مصالحهم في شمال أفريقية ومحاولة إضعاف الأمازيغ ( تمسكن حتى تمكن ) و كانت سياسة فرق تسد حيث وعدوا حليفهم وحاميهم الأمازيغي الأكليد ماسينيسا ملك نوميدية الشرقية بتزويجه بأميرة فينيقية أسمها " سوفي نزيبا " لكن سيزوجوها عنوتا لسيفاكس ملك نوميديا الغربية و المنافس الشرس والعدو ديال ماسينيسا الذي كان في اسبانيا يحارب الرومان مع حليفه حنيبعل ، وبعد عودته الى شمال افريقيا عرف بخداع الفنيقيين (وبقى فيه الحال بزاف بزاف ) فعمد للتحالف مع روما ضد الحلف الفينيقي النوميدي الغربي بقيادة سيفاكس منطلقا في مشروعه وثورته سنة 158 ق م ضد الاستبداد الفينيقي الغشيم :للقضاء على الهيمنة الفينيقية على الاقتصاد و توحيد كامل نوميديا من جهة أخرى ....
الامر الذي سينجح فيه الأكليد ماسينيسا ويطفئ شمعة الفنيقيين بشمال افريقيا الى الأبد . ...
ان البطل ماسينيسا هوا أول من وضع أسس النظام الأقتصادي الاشتراكي في التاريخ حيث قسم الاراضي على الفلاحين المتنقلين و شجعهم على الفلاحة والاستقرار و نجح فعلا في تأسيس دولة لها جيشها الوطني حيث أصبح يحسب لها ألف حساب بشهادة المؤرخ اليوناني بوليب ، زد على هذا ماسينيسا هوا أول قومي أفريقي صاحب المقولة الشهيرة " أفريقية للأفارقة" كما أكد ذلك المؤرخ اللاتيني تيت ليف ، أي أن ثورة ماسينيسا كانت لها أبعاد قومية و طنية أقتصادية تحررية .
وقد كانت له علاقات سياسية وديبلوماسية جيدة مع الاغريق الذين بنوا له تمثالين في جزيرة دولاس تكريما وعرفانا له على إنقاذهم من المجاعة بعد أن ارسل لهم مساعدات غذائية ....

تعليقات